منتديات قلعة الجنوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قتلى الثورات الشعبية.. هل يحظون بشرف "الشهادة"؟

اذهب الى الأسفل

قتلى الثورات الشعبية.. هل يحظون بشرف "الشهادة"؟ Empty قتلى الثورات الشعبية.. هل يحظون بشرف "الشهادة"؟

مُساهمة  أبو نسيم الأربعاء فبراير 23, 2011 6:40 pm


غزة- إيمان عامر









شهدت العديد من المدن المصرية والعربية مقتل العشرات
من المواطنين خلال تظاهرهم السلمي الذي طالبوا من خلاله بإسقاط الرئيس،
ورفع الظلم الواقع عليهم منذ سنوات طويلة امتدت ولايته على مدارها، وعلى
الرغم من ذلك فإن جموع المتظاهرين لم تنفل واستمرت في احتجاجها، معتبرين
ذلك جهاداً ضد الطواغيت، سيواصلونه حتى يحققوا مطالبهم أو يلاقوا الله
شهداء..


وقد جاء في نص حديث صريح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال :"سيد
الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله"..
فهل ينطبق الحديث على هؤلاء الضحايا أم أنهم سيكونون في عداد القاتل
والمقتول شرعاً؟.."فلسطين" أجابت عن هذه التساؤلات التي تثار حالياً بين
المواطنين خلال حوارها مع د. ماهر الحولي عميد كلية الشريعة والقانون في
الجامعة الإسلامية بغزة:



رفعاً للظلم



* ما مدى مشروعية التظاهر على الحاكم؟


الأصل أن يهيئ الحاكم حياة مستقرة وهادئة تحفظ فيها كرامة الإنسان،
وتوفر له احتياجاته، بحيث يقوم الجميع بمسؤولياته، ولكن إذا لم يتمكّن من
ذلك، وأوقع الظلم عليهم، فيحق للشعب أن يعبر عن رأيه تجاه الظلم بأي وسيلة
من الوسائل المشروعة، ومنها التظاهر والاحتجاج الذي شرّعه الله في ظل
الاعتداء على حقوق الآخرين أو على الممتلكات العامة، بالتالي الاحتجاجات
والمظاهرات أصبحت من الأشياء المتعارف عليها وهي وسيلة من وسائل التعبير عن
الرأي المسموح بها شرعاً.


* ضحايا التظاهرات، هل يأخذون حكم القاتل والمقتول في النار، أي أن مصيرهم "النار" أم أنهم يُعدّون في مرتبة الشهداء؟



الشريعة الإسلامية أقرّت التمرد على الظلم وحثّت عليه، فقد قال الرسول
صلى الله عليه وسلم "من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد
ومن قتل دون ماله فهو شهيد"، لكن التفصيل في طبيعة القتل هو الذي يقرر إن
كان المقتول شهيداً أم لا، أي أن قتله كان عن طريق الخطأ أم عمداًُ فهذا
يحتاج إلى نوع من التفصيل.


قاتل مسؤول..



* وماذا لو اعتبرنا أن المقتول قُتل عمداً من قبل الشرطة ورجال الأمن بسبب احتجاجه على الحاكم؟


يترتب على هذا الأمر جملة من الأمور، أولاً نحسب أن الثائر على الظلم
إن قتل فهو شهيد لأنه دافع عن حق من حقوقه ولا نزكي على الله أحداً،
بالتالي القاتل إذا كان فعلاً يقصد القتل وعرف بعينه فإنه يتحمل مسؤولية
ذلك القتل، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن إذا لم يعرف القاتل
بعينه فإن الأمر بالقتل والمشرف على هذا الأمر يتحمل هذا الأمر ويعتبر من
المسؤولين عن القتل أمام الله، ويقام على المسؤول الشرع.


* كون القتلة هم في الغالب من العاملين في الأجهزة الأمنية
والشرَطيين الذين من المفترض أن يكونوا مؤتمنين على الشعب، وهم في موضع
المسؤولية، فهل يوثر ذلك على الحكم الشرعي؟



إن قيام رجل الأمن بالقتل يضاعف عليه العقوبة، والمسؤولية أمام الله
سبحانه وتعالى، فهو قد قام بأكثر من مخالفة، وقام بارتكاب جريمة القتل وخان
الأمانة الملقاة على عاتقه والمتمثلة في حماية الناس والحفاظ على أمنهم.


* بعض هؤلاء مغرر بهم من قبل النظام الحاكم، فهل هذا الأمر يخفف من الحكم الشرعي الخاص بهم كونهم مجبرين على تلبية أمر الحاكم؟



إذا كان الأمر فيه الكثير من الوضوح أي كما هو واضح من جرائم الحكام
التي يرتكبونها بحق شعوبهم فلا يجوز لأي كان أن يتذرع بأنه مجبور على القتل
بالتالي هو يتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يعفيه أنه تلقى
أمراً من الحاكم بقتل أبناء شعبه.


ليس بالمقتول



* بالعودة إلى الحكم الخاص بالمقتول، ذكرت بأنه يعد شهيداً،
لكن مرتبة هذه الشهادة هل تختلف عن الشهادة التي تتجسد في أرض المعركة ضد
العدو؟


الشهادة مراتب أعلاها تلك التي تكون في ساحة الميدان ومواجهة العدو،
وهناك أناس آخرون يأخذون أجر الشهداء مثل الذي مات في الغرق والحريق،
والمسافر في طلب العلم والقائم على رفع الظلم عن الناس، أما الشهداء الذين
ارتقوا في مواجهة الحكام فقد ورد فيهم نص صريح وهو قول الرسول صلى الله
عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره
ونهاه فقتله" فهذا نص صريح لمن يُقتل في هذه الحالة، لأنه يقف في وجه ظلم
للحكام وجبروتهم فإنهم شهداء بنص الحديث والله تعالى أعلى وأعلم.


* إذن دكتور تنفي الأقوال التي تتردد عن أن هؤلاء يأخذون حكم القاتل والمقتول في النار؟



الأصل أن نضع الأمور في قوالبها الصحيحة، المسألة تتمثل في القيام في
وجه الحاكم الظالم والانتفاض عليه ورفض الظلم والذل والهوان، فهو ليس كما
القاتل أو المقتول بل من يقوم بذلك، فهو يسعى من أجل نصرة الدين ورفع الظلم
عن العباد تحريراً لنفسه من عبودية الحكام والمحافظة على الكرامة والدين،
فهو شهيد ومن يتعد عليه وعلى هذه المعاني السامية التي قدمها فإن حسابه
عسير عند الله سبحانه وتعالى وشتان بين هذه الصورة وتلك أي "الشهيد،
والمقتول".








أبو نسيم
أبو نسيم
المشرف العام
المشرف العام

عدد المساهمات : 50
نقاط : 5111
تاريخ التسجيل : 22/02/2011
العمر : 32
الموقع : قلعة جنوب القطاع " رفــــــــح "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى