الزواج من الكتابيات "مجازفة" قد تجرّ الويلات!!

أبو نسيم الأربعاء فبراير 23, 2011 6:38 pm

غزة- إيمان عامر

عدنان وهو شاب لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، تزوج من
امرأة "روسيّة تعتنق الديانة النصرانية" قبل ستة أعوام، بعدما تعرّف عليها
خلال دراسته الجامعية، ولم يكن حينها ملتزماً بدينه جيداً، إلا أن الوازع
الديني لديه لم يمت داخله، ولكن وبعد ارتباطه بها وهي تتسم بالعنصرية
الشديدة ضد العرب والإسلام، بدأ ينجر إلى معصية ربه، عبر احتساء الخمور
وقضاء سهرات سافرة كانت تلح عليه بها، فشدّته إلى حياة الغرب وجعلته
يشاركها حياتها الخارجة عن الإسلام.

مضت سبع سنوات على زواجهما حتى قدما إلى قطاع غزة سوياً مع ابنهما الذي
أنجبته في روسيا بعد إلحاح شديد من والديه على ذلك، وعاشت بينهم، إلا أنها
تمرّدت على عاداتهم المستمدة من الدين الإسلامي، فرفضت ارتداء الحجاب، أو
الحشمة في اللباس، وعاشت الحياة في غزة كما عاشتها روسيا، وأخذت تخرج مع
الروسيّات الفاجرات وترفض التعرف على المسلمات من الروسيّات ولا ترافق
سواهن، ولم تنسج أي علاقة مع أي من أهل زوجها، لتواصل حياة الإلحاد.

ووصل الحد بها إلى أن تضرب ابنها بقسوة حينما سمعته يقول "الله" بسبب
احتكاكه بأبناء أعمامه المسلمين، أما زوجها فلم يعترض على ذلك، والتزم
الصمت، ولم يستطع أهله السيطرة على هذا الوضع المنبوذ، حتى عادت إلى بلدها
مع زوجها وابنها اللذين انشدّا إلى دينها.

فرق لا يؤخذ به!

رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي د.حسن الجوجو، أكد إباحة زواج المسلم
من الكتابية التي آمنت بما أنزل على موسى وعيسى دون تحريف، مفرّقاً بين
مشركي أهل الكتاب وأهل الكتاب، فالذين بدلوا وحرفوا الإنجيل والتوراة هم
ليسوا أهل الكتاب، أما أهل الكتاب فهم الذين يؤمنون بما أنزل على عيسى
وموسى، وإن لم يؤمنوا بمحمد وبقوا على دينهم نصارى أو يهود، فهم أهل كتاب.

وعرج إلى أن العلماء المعاصرين لم يعتبروا هذا الفرق شرطاً في هذا
الزواج، بالتالي أجازوه وإن بقيت الزوجة النصرانية أو اليهودية على دينها
دون التفصيل السابق، مشترطاً لهذه الإباحة أن يتم وفق الشريعة الإسلامية،
بحيث لا يكون الزواج أو العقد في الكنيسة أو الدوائر المدنية التابعة
للدولة المسيحية أو اليهودية، ولا يتم حسب طريقتهم نهائياً، بل يتم كما
الحال في الدول الإسلامية بوجود الشهود وتحديد المهر وغير ذلك ، ليكون
زواجاً صحيحاً.

وحول شروط هذا الزواج، تحدث د.الجوجو عن ضرورة خلوّه من جميع الموانع
الشرعية والقانونية، وقال:"فمثلاً لا يجوز له أن يتزوجها وهي على ذمة
نصراني أو يهودي،أيضاً بأن يتم الزواج بموافقة الولي الشرعي، ويتم العقد في
محكمة شرعية إذا لم يتوفر الوليّ".

تجنّب الزواج بهن أولى

وبدا د.الجوجو أكثر ميلاً لرأي العلماء الذين لا يحبّذون زواج المسلم
بالكتابية، لأنها في الغالب ستربي أولادها على دينها، خاصة إذا كان الزوج
غير ملتزم بدينه، فيتأثر الأولاد بذلك، كأن ترسلهم للدراسة في المدارس
التبشيرية، مضيفاً:" وإن كنا أبحنا ذلك، ولكن هذا الأمر ننصح بألا ينتشر،
فالزواج ليس بحقل تجارب، لأننا في عالمنا الإسلامي إن تزوج المسلم من مسلمة
فإن الإسلام يدعوه لاختيار الفتاة ذات الدين، لأنها هي التي تستطيع أن
تصنع الحياة الزوجية وتربي جيلاً مسلماً يتحمل المسؤولية".

وشدد على أن إباحة هذا الزواج لا يمنع وليّ الأمر من منع المباح في
فترة من الفترات إذا ترتب عليه محظور شرعي، ودليل ذلك أن سيدنا عمر بن
الخطاب أمر الصحابي حذيفة بن اليمان بتطليق زوجته الكتابية عندما رأى أن
زواجه بها يجلب له المفاسد، لأنه قال "فيهن خلابة" أي خداع وغش.

وتابع:"فإذا كان هناك ضرر يترتب على ذلك كفساد وانحلال الأولاد وحدوث
أمور تخل بالشريعة الإسلامية يجوز لولي الأمر أن يقيّد المباح باعتبار
الآثار المترتبة عليه".

وبخصوص انشداد الزوج إلى أطباع وحياة زوجته المخالفة لكتاب الله، من
فعل المفاسد والرذائل التي حرمها الإسلام، قال:"بلا شك أن عقده صحيح
والحياة الزوجية صحيحة، ولكن الزوج في هذه الحالة يعتبر آثماً، إن بقيت هذه
الزوجة تمثل خطراً على دينه ودنياه وأبقاها في ذمته".

حالة نادرة ولكن..

وبخصوص بعض النماذج التي آلت إلى إسلام الزوجة بعد معاشرتها لزوجها
واكتشافها لمدى سماحة الإسلام، أشار إلى أنها حالات نادرة، معتبراً أنه إذا
غلب على ظن الزوج المتدين، بأن هذه الزوجة سيتغير حالها بعد الزواج،
بالتالي لا حرج عليه في الارتباط بها، "بل ونشجعه على ذلك حتى يأخذ بيدها،
ويجذبها للمعاملة والقدوة بالتالي هديت إلى دين الإسلام فهو قدم خدمة
جليلة، وإذا ظن أنه لن يغيّر من حالها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه فننصحه
بعدم الإقدام على هذه الخطوة".

المصدر: فلسطين أون لاين